كتاب : فضائل القرآن وتلاوته أبو الفضل الرازي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرىء
رحمة الله عليه: وبعد فإن هذا كتاب ألفته في فضائل القرآن وتلاوته وخصائص
تلاته وحملته. وقد سماه الله بالقرآن، والفرقان، والعظيم، والعزيز،
والحكيم، والروح، والكريم، والنور، والهدى، والتذكرة، والذكرى، والرحمة،
والشفاء، والكتاب المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، والحق اليقين،
والقصص الحق، والموعظة الحسنة، والآيات البينات، والمتبينات، والبيان،
والتبيان، والبينة، وحبل الله، وصراط الله، في غيرها من الأسماء العلية
والصفات الجلية.
ونوه بذكر حملته من حفظته، ورفع من شأنهم فقال عز من قائل: (كُونوا
رَبانيينَ بِما كُنتُم تُعلِمونَ الكِتابَ وَبِما كُنتم تَدرُسون)
فالرباني أخص نسبة ينسب به العبد إلى مولاه من بعد النبوة، ومعناه: كونوا
علماء حكماء بتعليمكم الكتاب ودرسكم إياه.
وجعلكم مغبوطين في الأنبياء والسالفة من الأمم قبل أن اظهروا، ومحسودين في
أهل الكتاب والمشركين، ثم في الأمة بعد أن ظهروا واستظهروا.
وفوض إليهم الإمامة والإمارة، وولاّ من عملوا علّموه في الدنيا، والشفاعة
في الآخرة.
وقطع لهم بحق معلوم مؤقت في بيت المال لم يقطعه كذلك لغيرهم.
وجعلهم خير الأمة وأفضلهم وخيارهم وأشرافهم.
واتخذهم أهلين من بين خلقه، وخواص من بين عباده.
واستدرج النبوةن من بين جنوبهم من غير وحي إليهم. وأخير بأنه عزوجل يأخذهم
بما يأخذ به الأنبياء إلا الوحي.
وجعل حرمتهم على المؤمنين كحرمة أمهاتهم عليهم إحتراما ومبرة.
وآمنهم من أن تحرقهم النار أو يلجهوها إلا تحلة القسم، كل ذلك بينه عز وجل
في نص تنزيله، وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
ومن وراء جميع ما ذكرته خص علماءهم بخلة مستخلصة لهم دون غيرهم من علماء
الشريعة، وهي ائتمام الأمة بهم في كتابه عن آخرها على اختلاف نحلها
ومذاهبها من غير نزاع ولا مخالفة، فاعظم بهن من فضائل وخصائص وأكرم، وإن
لم يحصل المرء المسلم إلا على مجرد حفظه دون تبطن في معناه، أو منازلة
لجميع موجبه ومقتضاه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (لو جُعل
القرآن في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق) أي من علمه الله القرآن من
المسلمين وحفظه إياه - لم تحرقه النار يوم القيامة إن أُلقي فيها بالذنوب،
كذلك قيل في معنى الخبر.
وقد قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: اقروا القرآن ولا
تغرنكم هذه المصاحف، فإن الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن، وأحرى لمن
تنبه على تعظيم حرمات الله في نص التنزيل من الشعائر والمشاعر والمناسك
والمسعى والمواقف - أن يتنبه لحرمة ما هو أعظم حرمة عند الله سبحانه منهن
وهو المؤمن، ثم لحرمة من اتخذه الله من بين المؤمنين أهلين من جملتهم وهم
حملة كتابه، ولولا ورود الشرع بها من لفظه لاستعظم إضمارها، فكيف بإظهارها
وإنما تنبيهي على ما جعل الله لأهليه من الحق والحرمة من بين خلقه، لأنا
قد بلينا في الموقف بقوم من نشئة لا يعبئون بكتاب الله ولا بحفظه، فلا
يعبأ الله بهم، قاصرين عنه، حاجزين، مفترين غيرهم، مزهدين فيه، ملقبين
حملته بالقراء على النبز والازدراء دون المدح والإطراء ما بين المترسمين
بالعلم والمتوسمين بالنسك، جل كلامهم: أن حفظ القرآن يصلح للمعلمين
والصبيان، ولم يُقرأ عند المرضى وفي المقابر، وأكثر فتياهم أنه يكفي من
القرآن ما يسقط به الفرض، بعدما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عن الله عزوجل: (من شغله القرآن عن ذكري ومسئلتي أعطيته أفضل ما أعطي
السائلين). وقال عليه الصلاة والسلام: أفضل العبادة القرآن). ولما سئل
عليه السلام عن أفضل الأعمال قال: (عليك بالحال المرتحل) قيل: وما الحال
المرتحل قال: (صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، ثم يضرب في آخره
حتى يبلغ في أوله) ونحوها من الأخبار التي وردت، وسأسوق قليلا منها مسندا
ومبوبا يدل على كثير جاء في هذا المعنى، وقد قال الله تعالى: (ما يَوَد
الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ وَلا المُشرِكينَ أَن يُنَزَلَ
عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبِكُم وَاللَهُ يَختَصُ بِرَحَمَتِهِ مَن
يَشاءُ) قيل: معناه: بحفظ القرآن، أي ما حسدتكم اليهود والنصارى على شيء
كحفظ القرآن، وبحفاظ الأمة أنجز الله حسن موعوده من قوله تعالى: (إِنَّا
نَحنُ نَزَلنا الذِكرَ وَإِنَّا لَحافِظون).
وبحفظ وبحفظ القرآن وصفهم الله عز وجل بالعلم، فقال: (بَل هُوَ ءاياتٌ
بَيناتٌ في صُدُورِ الَّذينَ أَوتُوا العِلمَ).
وقرر لهم حقيقة العلم، وكذلك وجدهم موسى عليه السلام فقال: يا رب، إني أجد
في التوارة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونه ظاهرا. وكذلك أشعيا بن راموص
فقال: قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم.
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: " لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله
القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار).
وعن عيسى بن مريم عليه السلام أنه قال: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به.
وعلى الحفظ والتحفظ كان الصدر الأول ومن بعدهم، فربما قرأ الأكبر
منهم على الأصغر منه سنا وسابقة، فلم يكن الفقهاء منهم ولا المحدثون
والوعاظ يتخلفون عن حفظ القرآن والاجتهاد على استظهاره، ولا المقربون منهم
عن العلم بما لم يسعهم جهله منه، غير أنهم نسبوا إلى ما غلب عليهم من
المعرفة بحروفه أو العلم بغيرها، إلى أن خلفهم الخلف الذين مضى ذكرهم،
فاتهم في طراتهم وحداثتهم طلب حفظ القرآن وفي أوانه، ولحقهم العجز
والبلادة على سنهم، من غير أن كان لهم أنس بتلاوة كتاب من ربهم، ولا بلطيف
خطابه وشريف عتابه، فعوقبوا لحرمانه وإيثار الجدل والنطاح اللذين يؤديان
إلى تفريق الأمة وتمقيت بعضهم إلى بعض، وصار ذلك أروج لهم في مجالس الظلمة
والمسلطين الفجرة فمضوا بذلك وأسند بجوابه، والله زين لهم ذلك فقال عز وجل
(كَذَلِكَ زَيَّنّا لِكُلِ أُمَّةٍ عَمَلَهُم)، ومع ذلك فإنهم لا يدخلون
حفرهم غلا تحسرا وتكمدا وتأسفا على ما فاتهم من بركة حفظ كتاب الله
الكريم، ولا يظهر ذلك عليهم إلا عند الطعن في السن أو الإشراف على الفوت،
أو التغرغر بالموت، لكنهم في الحال يستنزرون حفظ القرآن، ويزرون بأهله
ويلقبونهم بما تقدم من النبز. فأما من لم يتحل بالعلم بل ترسم بالنسك ثم
أزرى بأهل القرآن ونبزهم بالقراء فإنه بربخ لا قيمة له، فربما كان ذلك منه
بلادة وعجزا أو تعديا وجهلا، فليتق الله امرؤ بعد عجزه عمن حفظ كتاب الله،
ولا يفترن غيره فإنه لا يأمن أن يصير كمن كفر به وصد عنه، وقد قال الله
عزوجل في ذم قوم صدوا عنه وهجروه، فقال عز من قائل إخبارا عنهم: (لَقَد
أَضَلَّني عِنِ الذِكرِ بَعدَ إِذ جاءَني)، وقال تعالى: (وَقالَ الرَّسولُ
يارَبِّ إِنَّ قَومي اتَخَذوا هَذا القُرءانَ مَهجوراً).
ولا ينسين بعدما تعلمه أو شيئا منه، فإن الله تعالى يقول: (قالَ كَذَلِكَ
أَتَتكَ ءَاياتُنا فَنَسَيتَها وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسى) فهذه الآي وإن
كن على الخصوص للكفار فإن ظاهر تلاوتهن على العموم، فمن رغب عن حفظ القرآن
وزهد غيره فيه، أو نسي بعدما تعلمه، فكأنه أريد بما مضى وخوطب به، على أنه
قد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوعيد والتوبيخ فيمن نسيه
من المسلمين بعدما تعلمه، فمن ذلك: ما حدثني به والدي أبو العباس أحمد بن
الحسن الرازي الحافظ نزيل مكة - رحمه الله بمكة حرسها الله - حدثنا أبو
علي محمد بن أحمد الصواف، نا يوسف بن يعقوب، نا عمرو بن مرزوق، نا شعبة،
عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن لقيط، عن رجل من أهل الشام: عن سعد بن
عبادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل تعلم القرآن، ثم نسيه
إلا لقي الله أجذم).
وأخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي العدل الروياني
نزيل الري، حدثنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني الحافظ، نا أبو الربعي
السمتي، ثنا أبو عوانة وضاح بن عبد الله، ثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي
وائل: عن عبد الله قال: ما للمرء أو لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت بل
هو نسي، وذكر الحديث.
وحدثنا أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي الفقيه بنيسابور، نا أبو عثمان عمرو
بن عبد الله البصري الزاهد، نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، أنا أحمد بن
أبي طيبة، عن إبراهيم بن طهمان، عن منصور عن أبي وائل: عن عبد الله بن
مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئسما لأحدكم يقول: نسيت
آية كيت وكيت، بل هو نُسي، استذكروا القرأن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال
من الناقة من عقلها).
وأخبرنا ابن فناكي، نا الروياني، نا محمد بن إسحاق، نا عبد الله بن صالح،
قال: حدثني موسى بن علي بن رباح، عن أبيه: عن عقبة بن عامر: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وأفشوه وتغنوا به،
فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل).
وأخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الأبرقوهي، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق
بن إبراهيم معبد البخاري، ثنا مزيد بن عبد الله المصري، ثنا حاجب بن
سليمان المنبجي، نا وكيع بن الجراح، نا سفيان، عن محمد بن المنكدر.
عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة تخرجها من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي
فلم أر ذنبا أعظم من آية أو سورة أوتيها ثم نسيها).
فصل: فإن قال قائل: هل تعين فرض حفظ جميع القرأن على أعيان جماعة المكلفين
أم لا.
والجواب: إنه لم يتوجه ذلك على كل واحد منهم فرضا، وذلك لأن الله عز وجل
أرءف بعباده من أن يكلفهم ما لا طاقة لعامتهم به، وقدن قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (بعثت بالحنيفية السهلة السمحة) فلو كلفوا على العموم لعجز
الأكثر عنه لأن القرأن أعظم شانا وأمنع جانبا من أن يتأتى حفظه لكل إنسان
أو يتسر بكل لسان، أو ينطلق به، أو يطيقه كل أحد، أو يحيط به كل حفظ، أو
يحتمله كل سن، ألا ترى أن الجزء الذي منه توجه فرضه على كل مكلف، وهو
الفاتحة في الأكثرةب وآيها أعتقد هو جزء من ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبعين
جزءا، وكثير على عدد الكلم قد أعيا عامة الأمة تأدية على حد الواجب قديما
وحديثا، وتفاةتت بقراءته درجاتهم، واختلفت على إقامته ألسنتهم وطباعهم،
وكثرت لتجويده على النحو المرضي رياضاتهم، حتى أنه قد يتخلف كثير من الفضل
عن إمامة الصلاة لقصورهم عنه إقامة على سواء الصواب، بتقدم المفضولين
عليهم فيها، لإقامتهم إياه على حد الواجب، أو أجود ممن أُخر عنها، فإذا
كان هذا دأبهم على حد الواجب، أو أجود ممن أخر عنها، فإذا كان هذا دأبهم
مع الجزء اللطيف الذي كلفوا منه فكيف تراهم كانوا أن لو كلفوا جميعه على
الأعيان مع عزته وصعوبته وكثرة متشابهه، ومشكله، واختلاف حركاته، وسكونه،
ونقطه، وإعجامه، وقد قال الله عز وجل: (وَلقَد يَسَرنا القُرءانَ
لِلِذِكرِ فَهَل مِن مُدَّكِر) (فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ
لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوماً لُّدّاً).
وكان مقاتل بن سليمبان يقول: لولا أن الله تعالى يسره ما استطاع أحد أن
يتكلم بكلام الرحمن.
لكن الله عز وجل وإن لم يكلفهم جميعه على الأعيان لما فيه من المشقة
والإمتناع عن الأكثر، فإنه عز وجل لم يحب من جميعهم إلا حفظه طواعية منهم،
أو الجد والاجتهاد فيه إلى تصرم الأجال، وإبلاء العذر عند الله عز وجل
للعجز، بدليل ما تقدمنا به من الوعيد لمن نسي شيئا منه بعدما تعلمه، إذ
الوعيد من الله لم يرد إلا في ترك الفرائض أوف يما يجري مجريها، ومن وجوه
آُخر، وسأذكر طرفا من ذلك على الوجز ما ينبه على ما وراءه، فلعله قد يحث
بعض المتوانين على إتقانه حفظا، أو يحض المستهترين به على إحسانه لفظا، أو
يحمل المستظهرين إياه على الاستكثار منه تدبرا ودرسا، أو يقصر من يزهد في
حفظه غيرهس، أو يفتر، إما قصورا وإما جهلا.
فمنها: ما لزم الأمة من الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جلي
أمر الشرع وخفيه، قولا وفعلا، على الوجوبد أو الندب إلى أن يقوم دليل على
أنه كان - عليه السلام - مخصوصا به من قوله أو فعله، فلما وجدنا أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان حافظا بجميع ما نزل عليه من القرآن، ومأمورا
بقراءته، حتى أنه - عليه السلام - من شدة تمسكه بحفظه كان يعرض على جبريل
- عليهما السلام - في كل سنة مرة واحدة، وفي السنة التي قبض فيها عرض عليه
- عليهما السلام - مرتين، وكان يعرض على أصحابه ويعرضون عليه، ويعجل به
ليستكثر منه، لئلا ينسى ولحرصه عليه، فنهي عنه بقوله تعالى: (وَلا تَعجَل
بِالقرءَانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ)، وبقوله عز وجل: (لا
تُحَرِك بِهٍِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ)، وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده
عن ذلك، وهو خشية النسيان والتفلت منه، بقوله تعالى: (سُنُقرِئُكَ فَلا
تَنسى) علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا، إلا عن عذر بين، وغلا
فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا.
ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن، والاتباع له وتدبره والتذكر به في نص التنزيل، فقال عز من قائل: (وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ جَميعاً وَلا تَفَرَقوا) ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه، وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن سببه طرفه بيد الله عز وجل، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم). فقال سبحانه عز وجل: (وَهَذا كِِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فاتَّبِِعُوهُ لَعَلَكُم تُرحَمون) وقال تعالى: (اِتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَّبِّكُم) وقال عز وجل: (فَمَن اتَّبَعَ هُداىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى) أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار، وقال سبحانه: (أََفَلا يَتَدَبَّرونَ القُراءَنَ وَلو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثَيراً) وقال جل جلاله: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها) فالاعتصام به ما مضى من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه، وتدبره: التفكر فيما أريد به، والتذكر: الاتعاظ بما فيه، فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما وجوبا، وإما ندبا إلا عن عجر ظاهر، وذلك لأنّ المخاطبين به هم العرب الأمة الأمية، والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، فدل على ان المراد به الحفظ لئلا ينسى ولحرصه عليه، فنهي عنه بقوله تعالى: (وَلا تَعجَل بِالقُرءانِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِليكَ وَحيُهُ)، وبقوله عز وجل: (لا تُحَرِّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ) وأمر بالترتيل وأمن مما كان يصده عن ذلك، وهو خشية النسيان والتفلت منه، بقوله تعالى: (سُنُقرئُكَ فَلا تَنسى) علمنا أن الأمة لزم حفظه مع الإمكان وجوبا، إلا عن عذر بين، وإلا فقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا.
ومنها: أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام
بالقرآن، والاتباع له وتدبره والتذكر به في نصل التنزيل، فقال عز من قائل:
(وَاعتَصِموا بِحَبِلِ اللَهِ جَميعاً وَلبا تَفَرَّقوا) ومعناه: التمسك
بالقرآن والعمل بما فيه، وبيان ذلك في قوله عليه السلام: (إن هذا القرآن
سبب طرفه بيد الله عز وجل، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم). فقال
سبحانه عز وجل: (وَهَذا كِتابٌ أَنزَلنَاهُ مُبارَكٌ فاتَبِعُوهُ واتَّقوا
لَعَلَّكُم تُرحَمَونَ) وقال تعالى: (اِتَبِعوا ما أَُنزِلَ إِلَيكُم مِن
رَّبِكُم) وقال عز وجل: (فَمَنِ اِتَّبَعَ هُداىَ فَلا يَضِلُّ وَلا
يَشقَى) أي: فلا يضل في الدنيا عن طريق الحق ولا يشقى في الآخرة في النار،
وقال سبحانه: (أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ
الله لَوَجَدوا فيهِ اِختِلافاً كَثَيراً) وقال جل جلاله: (أَفَلا
يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها). فالاعتصام به ما مضى
من التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فيه، وتدبره: التفكر فيما أُريد به،
والتذكر: الاتعاظ بما فيه، فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه على الأعيان إما
وجوبا، وإما ندبا إلا عن عجز ظاهر، وذلك لأن المخاطبين به هم العرب الأمة
الأمية، والمنزل عليه هو النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، فدل على أن
المراد به الحفظ، إذ الأمي إذا طولب باتباع ما لا يحفظه والاعتصام به
وتدبره وتذكره، وسيما ما طال من الكلام واختلف من الأحكام - فقد كلف ما لم
يطقه، فالله عز وجل أرأف بعباده من ذلك، فليت من استظهر القرآن بنفسه، ولم
يكن أميا بل كتبه بخطه وتدبره مدة حياته، وسمعه مدى عمره على الترداد من
غيره، وقف على ما كلف منه، لأن جميعه لايحيط به أحد علما غير الله سبحانه،
ثم إن الأمي إذا خوطب بما لا طائل من الكلام، واشتبه كثيره لفظا وحكما ولا
هو ممن يكتب فيقيده بخطه ولا هو يحفظه - فالخطاب معه أضيع، وما كان الله
أنزله ليضع، بل دعاهم ليعلم ما فيه ويعمل به، وإن لم يكلف حفظ جميعه على
الأعيان، فشتان بين من حفظ بنفسه، وجمعه في صدره، وتدبره من قلبه، وتلاه
في كل أوان أزاده، وعلى أي حال أحبه في النور والظلمة والهواء والماء،
وبين من عيمت بصيرته كما لا يتمكن من قراءته ولا التفكر فيه ولا التدبر
المأمور به إلا في الرجوع إلى غيره فيه، وانقطعت عليه سبل الاتباع
والاتعاظ والتفكر والتدبر عند عدمه، فإن قيل: إن القرآن وإن خوطب به العرب
ونزل بلسانهم - فقد لزم حكمه الثقلين كافة عربا وعجما، فهل لزم العجم من
حفظه على أي وجه كان من الوجوب أو الندب أو الاستحباب على الأعيان أو
الكفاية كما لزم العرب.
فالجواب: نعم، وذلك لأنهم محمولون على حكمهم لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ
أَنزَلناهُ حُكماً عَرَبياً...) الآية، وكذلك من فارق من العرب حكم
الأميين لتعلمه الكتابة والاستنباط، ومن سكن منهم الأمصار والأرياف -
فإنهم في حكم العرب العاربة الأمية في حفظ القرآن وتحفظه لأن الحكم في
ظهوره لعلة لا يزول بزوالها إلا على صفة، ولم يسقط الوعيد جملة عمن تعلم
شيئا منه ثم نسيه إلا عمن رحمه الله.
ومنها: أن الله عز وجل لم ينزله جملة كغيره من الكتب، بل نجوما متفرقة
مترتلة ما بين الآية والآيتين والآيات والسورة والقصة، في مدة زادت على
عشرين سنة، إلا ليتلقفوه حفظا، ويستوي في تلقفه بهذه الصورة في هذه المدة
الكليل والفطن والبليد والذكي والفارغ والمشغول والأمي وغير الأمي، فيكون
لمن بعدهم فيهم أسوة في نقل كتاب الله حفظا ولفظا قرنا بعد قرن، وخلفا بعد
سلف، لئلا يجد التحريف أو التصحيف أو النقص أو اللحن أو اللحن أو سوء
الآداء إليه، أو إلى شيء من كلمه، أو حروفه، أو صفاتها سبيلا كما وجد إلى
غيره من الكتب من حيث لم يحفظوه، لما كان كل كتاب نزل جملة واحدة مكتوبا
تنزيلا، قال الله عز وجل: (وَقالَ الَّذَينَ كَفَروا لَولا نُزلَ عَليهِ
القُرءانُ جُملَةً واحِدَةً كَذَلِكَ...) الآية - أي: كذلك أنزلناه على
التفريق والترتيل: (لِنُثَبِتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلناهُ).
قيل: معناه لنثبته في فؤادك، والله أعلم.
ومنها: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنبيه على عظمة
القرآن، وفضله على غيره من الكلام، وعلى شرف حملته وحفظته وقراءته،
والترغب في تلاوته، وهذا موضع سياقته، غير أني أتقدم عليه بسند ما تقدم من
قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرضه على غيره، وعرض الصحابة - رضي الله
عنهم - بعضهم على بعض، وعطف على العمل بما فيه، وأن لا يسع أحدا أن يتخلف
عن حفظه أو تحفظه، وتلاوته على الدوام إلا عن عذر ظاهر، فطوبى لمن حفظه
واستحكمه، وأحسن تلاوته واتبعه، وتدبره، وعمل بما فيه، وأخلص النية في
ذلك، والويل لمن هجره أو أعرض عنه، أو تركه أو نسيته بعدما تعلمه، أو فتر
غيره عنه، أوزهد في حفظه واستبدل به مزامير الشيطان وآثرها عليه، وأكاذيب
الشعراء وهجر السفهاء، وتبين الحرم، ومن كان بها صفة - نعوذ بالله منه
ومنها - فقد حرم حظا عظيما وعرض للفتن، نسأل الله العصمة والتوفيق،
وصلواته على نبيه محمد وآله.
وهذا
باب في عرض رسول الله القرآن مشافهة
باب في عرضه عليه السلام في شهر رمضان خاصة
عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن.... الحديث.
باب في عرض القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام
ح: وأخبرنا ابن فناكي، نا الروياني، نا عبيد الله بن الحجاج بن المنهال، عن أبيه، الحديث.
قال حماد في هذا الحديث أو في غيره: فيرى أن قراءتنا هي الأخير.
باب فيما روي من عرض رسول الله القرآن على أبي رحمة الله عليه كل سنة إن صح الحديث
باب فيما صح من قراءته عليه السلام على أبي
أخبرنا ابن فناكي، نا الروياني، نا محمد بن بشار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لَم يَكُنِ الَّذَينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتاب) قال: وسماني ربي قال: نعم، فبكى).
باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي العدل بجرجان، نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، نا أحمد بن علي بن الحسن، نا إبراهيم بن أبي داود البرلسي، نا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب، عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، عن خبيب بن سليمان، عن أبيه: عن جده سمرة بن جندب: بسم الله الرحمن الرحيم، من سمرة بن جندب إلى نبيه، سلام عليكم، فذكر وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوما: إني قد قيل لي أن أقرأ على ابن الخطاب، فدعاه وأمره أن يحضر القرآن إذا أُنزل ليقرأه عليه، وذكر الحديث.
باب في قراءته عليه الصلاة والسلام على ابن مسعود
وأخبرني حمزة بن يوسف، نا ابن عدي، نا محمد بن أحمد بن حمدان، نا
سعيد بن محمد بن زريق، نا إسماعيل بن يحيى التيمي، نا سفيان، عن منصور، عن
إبراهيم، عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: سالت النبي صلى الله عليه
وسلم أن يقرأ علي سورة من القرآن فقال: (لا أدخل المسجد حتى أقرأ عليك إن
شاء الله ) قال: فجاء حتى أدخل قدمه اليمنى في المسجد وبقيت اليسرى، ثم
قام فقرأ علي.
باب في عرض معاذ القرآن على النبي
14 - وأخبرني حمزة بن يوسف، نا ابن عدي، نا محمد بن خريم، نا هشام بن عمار، نا يزيد بن سمرة أبو هزان الرهاوي، قال: سمعت عطاء بن ميسرة قال: قال معاذ بن جبل: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فقرأت قراءة سفرا، وقال: (هكذا فاقرأ يا معاذ).
وبإسناده: قال عطاء بن ميسرة: سفرتها هذذتها.
باب في عرض الأكبر من الصحابة سنا وسابقة على الأصغر منهم
باب في قراءة الصحابة بعضهم على بعض
وأخبرني حمزة بن يوسف، نا أبو الحسن الرزاز، نا الفريابي، نا وهب بن بقية، أنا خالد، عن حميد، عن محمد بن المنكدر: عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا العجمي والعربي قال: فوقف علينا يستمع، فقال (اقرءوا فكل حسن) وذكر الحديث.
وأخبرني حمزة، نا أبو الحسن نا الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن أبي حمزة الخولاني: عن أنس بن مالك قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نقترىء، فقال: (إن فيكم خيرا) وذكر الحديث.
باب في صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
19 - ح: وأخبرنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر، وأبو الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة، قالا: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، نا سليمان بن يحيى الضبي، نا محمد بن سعدان واللفظ له - نا الأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية.
وأخبرنا أبو مسلم، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، نا ابن المبارك، عن ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، قال: أنا يعلى بن مملك: عن أم سلمة: أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليهوسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.
وأخبرنا ابن فناكي، نا الروياني، نا أحمد بن عبد الرحمن، نا عمي، نا جرير بن حازم.
قال الروياني: ونا عمرو بن علي، نا عبد الرحمن بن مهدي، قال جرير بن حازم، قال: حدثني قتادة، قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد صوته بالقرآن مدا.
باب في أمره عليه الصلاة والسلام بتزيين القرآن
باب في محبة الله حسن الصوت بالقرآن
باب في أن من يخشى الله هو أحسن الناس صوتا بالقرآن
أخبرني ابن فناكي، نا الروياني، نا محمد بن معمر، نا حميد بن
حماد، عن مسعر، عن عبد الله بن دينار: عن ابن عمر قال: قيل للنبي صلى الله
عليه وسلم: من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال: (من إذا سمعت قراءته أُريت
أنه يخشى الله).
باب في ذم من يريد بالقرآن ما عند الناس
وهذه أبواب فضائل القرآن وأهله وأحوالهم في قرآنهم.
باب في فضل القرآن على غيره من الكلام
أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وغيره، قالوا: نا محمد بن عبد الله بن محمد بن قريش، نا الحسن بن سفيان، نا الحسن بن حماد الوراق، نا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، نا عمرو بن قيس الملائي، عن عطية العوفي: عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل كلام الله عز وجل على سائر الكلام كفضل الله على غيره).
وأخبرني السلمي ومحمد بن القاسم الفارسي، قالا: نا ابن قريش، نا الحسن بن سفيان، نا محمد بن حميد، نا يونس بن واقد، نا سعيد عن قتادة، عن شهر بن حوشب: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على غيره).
باب في أن القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن
باب في أن القرآن حبل الله
باب في أن القرآن مأدبة الله عز وجل
باب في أن القرآن عصمة لمن تمسك به
عن عبد الله قال: القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب. الحديث.
وأخبرنا أبو عمر، نا علي نا الصغاني، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو معاوية، عن الهجري، عن أبي الأحوص: عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن مأدبة الله. وذكر مثله.
باب في أنه سبب طرفه بيد الله عز وجل
أخبرني أبي بمكة، نا محمد بن يزيد العدل، نا الحسن بن سفيان، نا ابن أبي شيبة، نا أبو خالد الأحمر، عن عبد الحميد بن جعفر، عن المقبري: عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبشروا وأبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تهلكوا، ولن تضلوا بعده أبدا).
باب في أنه نور من الظلمة
وذكر الحديث.
باب في أنه الصراط المستقيم
باب في أن أهل القرآن أهل الله
وحدثنيه حمزة بن يوسف، نا ابن عدي، نا الفضل بن حباب، نا عبد الرحمن بن المبارك، نا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي، عن أبيه، عن أنس.
باب في أنهم خير الأمة
نا أبو الحسن علي بن أحمد بن حفص المقرىء ببغداد، نا أبو بكر الآجري، نا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، نا فيض بن وثيق، نا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
قال أبو عبد الرحمن: فذلك أقعدني مقعدي هذا.
باب في أنهم أفضل الأمة
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، نا عبد الله بن محمد الكعبي، نا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي، نا نوح بن أنس، نا الصباح بن محارب، نا سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي: عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
باب في أن خيركم من قرأ القرآن وأقرأه
وأخبرني حمزة بن يوسف بجرجان، نا ابن عدي، نا علي بن إبراهيم بن الهيثم والنعمان بن هارون ومحمد بن أحمد بن هارون قالوا: أنا أحمد بن الهيثم، نا الوليد بن صالح، نا إسرائيل، عن عاصم، عن أبي وائل: عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من قرأ القرآن وأقرأه).
باب في أنهم خيار الأمة
باب في أنهم أشراف الأمة
باب في أنهم يؤخذون بما يؤخذ به الأنبياء إلا الوحي
باب في أن من أوتي بعض القرآن فقد أوتي بعض النبوة ومن أوتي القرآن كله فقد أوتي النبوة كلها
باب آخر منه وحدثني أبي ومحمد بن القاسم الفارسي، قالا: حدثنا محمد بن يزيد العدل، نا أبو يحيى البزاز، نا محمد بن أبان البلخي، نا مر وان بن معاوية، نا ابن نمير، عن القاسم بن عبد الرحمن: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها).
باب في استدراج النبوة في أهل القرآن
وحدثني أبي وابن القاسم قالا: نا العدل، نا أبو يحيى البزاز، نا علي بن الحسن الذهلي، نا عمر بن هارون، عن إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله: عن عبد الله بن عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه).وأنا علي بن أحمد المقرىء، نا أبو بكر الآجري، نا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، نا أبو طاهر أحمد بن عمرو، نا ابن وهب، أنا يحية بن أيوب، عن خالد يزيد، عن ثعلبة بن ابي الكنود.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، لقد أُدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يجد مع من يجد، ولا يجهل مع من يجهل، لأن القرآن في جوفه.
باب في أنهم أوغلوا علم الله عز وجل
وحدثني حمزة بن يوسف، نا ابن عدي، نا أبو عصمة البخاري، نا داود بن عبد الرحمن المصري، نا أبو عاصم النبيل، نا ابن جريج، عن عطاء بن ابي رباح.عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكرموا حملة القرآن فإنهم أوغلوا علم الله إلا أنه لا يوحى إليهم).
باب في أن أهل القرآن غبطهم الأنبياء قبل أن أُظهروا
حدثني أبي رحمه الله، نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا جبارة بن المغلس، نا الربيع بن نعمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه:
عن أبي هريرة: أن موسى بن عمران عليه السلام لما نزل بالتوراة
قرأها فوجد ذكر هذه الأمة، وذكر الحديث إلى أن قال: يا رب، إني أجد في
الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤنه ظاهرا فاجعلها أمتي، قال: تلك أمة
أحمد، وساق الحديث، إلى أن قال موسى: يا رب فاجعلني من أمة أحمد.
وأنا علي بن أحمد المقرىء، نا أبو بكر الآجري، أنا أبو عبد الله أحمد بن
الحسين بن عبد الجبار الصوفي، نا شجاع بن مخلد، نا يعلى بن عبيد، عن
الأعمش: عن خيثمة، قال: مرت امرأة بعيسى بن مريم عليهما السلام فقالت:
طوبى لحجر حملك ولثدي رضعت منه، فقال عيسى بن مريم صلوات الله عليه: طوبى
لمن قرأ القرآن ثم عمل به.
وحدثني أبي رحمه الله ومحمد بن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد العدل، نا
الحسن بن سفيان، نا ابن أبي شيبة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، بمثل معناه.
باب في جواز الحسد على حفظ القرآن وحفاظه
أنا ابن فناكي، نا أبو بكر الروياني، نا عمرو بن علي، عن سفيان، عن الزهري، عن سالم: عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد غلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن،ن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار).وأخبرنا عبد الله بن يوسف الأصفهانيي، نا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، نا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، نا عبد االمجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، نا معمر بن راشد، عن الزهري.
وأنا أبو طاهر الزيادي، نا حاجب بن أحمد الطوسي، نا أبو عبد الله المروزي، نا عبد الله بن المبارك، أنا معمر، عن الزهري واللفظ لسفيان.
باب في كون الأقرء لكتاب الله أحق بالإمامة
ثني أبي وابو عبد الرحمن السلمي - رحمهما الله - قالا: نا غسماعيل بن نجيد، نا علي بن الحسين بن الجنيد،ن نا المعافى بن سليمان، نا زهير، نا الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج: عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة).باب في كونهم أحق الناس بالإمارة لزيادة حفظ القرآن
حدثني حمزة بن يوسف، نا ابن عدي، نا أحمد بن محمد بن عبد الكريم، نا الحسن بن عرفة، نا يحيى بن يمان العجلي، عن موسى بن عبيدة الربذي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري: عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فاستقرئوا القرآن على أسنانهم، قال: ففضلهم شاب بصورة البقرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنت أمير القوم) قال: فغضب شيخ في القوم، فقال: يا رسول الله أتومره وأنا أكبر منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه أكثرهم قرآنا) قال: فقال الشيخ: فوالله يا رسول الله، ما يمنعني أن أتعلم القرآن إلا أني أخشى أن لا أقوم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلموا القرآن، فإنما مثل حامل القرآن كمثل حامل جراب مسك إن فتحه فتحه طيبا، وإن وعاه وعاه طيبا).وثنا أبي، نا ابن عدي، نا القاسم بن مهدي، نا أبو مصعب، نا عمر بن طلحة الليثي، عن المقبري، عن أبي هريرة.
باب فيمن وُلي حرم الله لقراءة القرآن
أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي بمكة، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن، نا إسحاق بن أحمد الخراعي، عن محمد بن أحمد الأزرقي، نا جدي، نا داود بن عبد الرحمن، قال: سمعت معمرا يحديث عن الزهري: عن نافع بن عبد الحارث أنه تلقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: من خلفت على مكة ابن أبزى، قال عمر: مولى قال: نعم، إنه قارىء لكتاب الله ع وجل، فقال عمر: إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين.
وقد جاء الخبر مرفوعا.
باب في قطع رسول الله لمن حفظ القرآن بحق معلوم مؤقت لم يقطعه كذلك لغيرهم
حدثني محمد بن القاسم الفارسي بنيسابور ومحمد بن أحمد بن حموية بالري واللفظ له قالا: نا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإسماعيلي النيسابوري، نا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، نا الحسين بن داود البلخي، نا يزيد بن هارون، عن حميد: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن عن ظهر القلب من غير نظر في المصحف فله في بيت المال في كل عام مائتا دينار). الحديث.وحدثني محمد بن القاسم، نا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم
المعدل، نا محمد بن أحمد بن النضر، نا إسحاق بن حسان، نا عبد الملك بن
هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده قال: قال علي رضي الله عنه: من قرأ
القرآن فله في بيت مال المسلمين مائتا دينار، إن أخذها في الدنيا، وإلا
أخذها في الآخرة.
كذلك جاء الخبر من هذا الطريق موقوفا، وقد جاء من طريق آخر مرفوعا عن علي
أيضا، وفيه: فقيل يا رسول اللهن أو في الآخرة دنانير فقال: لا، ولكن حسنات
وسيئات.
باب في فضل من علم أخاه القرآن
أنا ابو عبد الرلاحمن السلمي، نا أبو عمرو بن مطر، نا إبراهيم الذهلي، نا يحيى، نا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن سليمان: عن جماد الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علم رجلا القرآن فهو مولاه لا يخذله ولا يستأثر عليه).باب في أجر من علم ولده القرآن
عن جابر بن عبد الله قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، ما أجر من علم ولده كتاب الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القرآن كلام الله لا غاية له، قال: فجاء جبريل عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، ما أجر من علم ولده كتاب اللله قال: يا محمد، القرآن كلام الله لا غاية له، ثم صعد جبريل إلى السماء، فسأل إسرافيل: ما أجر من علم ولده كتاب الله فقال إسرافيل: يا جبريل، القرآن كلام الله لا غاية له، ثم إن الله تعالى أنزل جبريل على رسوله عليهما السلام، فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول: من علم ولده القرآن فكأنه حجد البيت عشرة آلاف حجة، وكأنما اعتمر عشرة آلاف عمرة، وكأنما غزا عشرة ألاف غزوة، وكأنما أعتق عشرة آلاف رقبة من ولد غسماعيل، وكأنما أطعم عشرة آلاف مسلما جائعا، وكأنما كسا عشرة آلاف مسلما عاريا، ويكتب له بكل حرف من القرآن عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات، يا محمد إني لا أقول ألم عشرة ولكن ألف عشر ولا عشر وميم عشر، ويكون معه في قبره حتى يبعث ويثقله في الميزان، وجاز على الصراط كالبرق الخاطف ولم يفارقه القرآن حتى تنزل به هذه الكرامة وأفضل ما يتمنى.
باب في أجر من يتعلم ولده القرآن
باب في فضل من حفظ القرآن في صباه
باب في أن حرمة حملة القرآن كحرمة الأمهات مبرة واحتراما
عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(القرآن أعظم من كل شيء دون الله فمن وقر القرآن فقد وقر الله، ومن استخف
بحق القرآن فقد استخف بحق الله، وحملة القرآن المخصوصون برحمة الله
المعلمون كلام الله الملبسون نور الله من عاداهم فقد عاد الله، ومن والاهم
فقد والى الله، وحرمتهم على المؤمنين يكحرمة أمهاتهم عليهم، يقول الله: يا
حملة القرآن، استحبوا إلى الله بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم إلى عباده،
ويدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويدفع عن قارىء القرآن بلوى الآخرة،
وللمستمع آية من كتاب أفضل من كنز ذهبا، وللقارىء آية من كتاب الله أفضل
مما تحت العرش إلى الثرى، وإن في القرآن لسورة تدعة العزيز عند الله،
ويدعى قارئها الشريف، ويشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر وهي يس.
باب في أن الله عز وجل يحب من يتلو كتابه
باب في أن لا يُتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه
ثني أبي ومحمد بن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد العدل، نا الحسن بن سفيان، نا ابن أبي شيبة، نا عبيدة بن حميد، عن منصور عن هلال بن بساف، عن فروة بن نوفل قال: قال خباب بن الأرت - وأقبلت معه من المسجد إلى منزله: - إن استطعت أن تتقرب إلى الله لا تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
باب في أن الملائكة تحف بهم عند تلاوته
باب في أن لا يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه
باب في أن الملائكة تحف بهم عند تلاوته
باب في أن لمن يجمع القرآن ظاهرا دعوة مستجابة
باب في فضل قراءة القرآن على غيره من الذكر وفضل كلام الله على غيره
باب في أن كل آية من القرآن نورا يوم القيامة
ثني أبي، نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، نا الحسن بن
حبابة، نا محمد بن إسماعيل المباركي، نا علي بن عاصم، عن عبيد الله بن أبي
حميد الهذلي، عن أبي مليح الهذلي.
عن معقل بن يسار المزني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعملوا
بالقرآن، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واقتدوا به، ولا تكفروا بشيء منه،
وآمنوا بالتورة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم، وما تشبه
عليكم فردوه إلى الله، وإلى الرسول، وإلى أولي تلأمر من بعدي كيما يخبروكم
به، ولسعكم القرآن ما فيه فإنه شافع مشفع، وماحل مصدق، والقرآن نور يوم
القيامة، ألا وإني أعطيت البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه وطواسين من
ألوا موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش لم
يعطها أحد قبلي، وأعطاني ربي المفصل نافلة).
باب في السؤال عن الله بالقرآن
باب في فضل من إذا ختم القرآن رجع إلى أوله
وحدثنيه محمد بن القاسم، نا ابن قريش، نا ابن سفيان، نا محمد بن يزيد الرفاعي، نا يزيد بن الحباب، نا صالح المري، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى: عن ابن عباس: أن رجلا قال: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل: الحديث. واللفظ للحجاج بن المنهال.
باب في أن قراءة القرآن أفضل العباد
باب في أن تلاوة القرآن جلاء القلوب
باب الأمر في الفرج بالقرآن
باب في أن القرآن لا يضل ولا يشقة من اتبعه
باب في نزول السكينة عند قراءة القرآن
باب في أن القرآن أفضل ما أعطي العبد
وثني أبي ومحمد بن القاسم قالا: نا محمد بن يزيد، نا أبو يحيى
البزاز، نا علي بن الحسن الذهلي، نا عمر بن هارون، عن إسماعيل بن رافع، عن
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فرآى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي
فقد عظم ما حقره الله وحقر ما عظم الله).
باب في أن القرآن غنى لا فقر بعده
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، نا أبو عمرو بن مطر، نا الخليل بن محمد بن الخليل بواسط، نا تميم بن المنتصر، نا إسحاق الأزرق عن شريك.
باب في أهل القرآن هم أغنى الخلق
باب في التغني بالقرآن
باب في إكرام أهل القرآن من إجلال الله عز وجل
باب في مثل المؤمن في قراءة القرآن
وأناه ابن فناكي، نا الروياني، نا عبد الله بن الصباح، نا معتمر بن سليمان، قال: سمعت عوفا، نا قسامة، عن أبي موسى لفظ ابن بشار.
باب في أن القرآن يهبط بمن اتبعه على رياض الجنة
باب في معنى حق تلاوته
باب في فضل من يقرأ حرفا من القرآن
باب في صورة أخذهم القرآن في السلف
ثني حمزة بن يوسف، نا أبو الحسن الرزاز، نا الفريابي، نامحمد بن
عبيد، نا حماد بن زيد، نا عطاء بن السائب: عن أبي عبد الرحمن السلمي قال:
إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم
يجاوزهن إلى العشر الآخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل، قال: فتعلمنا
العلم والعمل جميعا، وذكر الخبر.
باب في فضل الماهر بالقرآن والمتتع فيه
باب في فضل من اختلط القرآن به في شبابه
باب في فضل من كان حريصا على القرآن ولا يسطيعه ولا يدعه
باب في فضل من تعلم ما تيسر من القرآن
وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد الفقيه الزيادي بنيسابور، نا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص السمسار، نا إبراهيم بن عبد الله الكوفي، نا وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن أبي صالح: عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان قلنا: نعم، قال: (فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان).
باب في فضل من يقرأ مائة آية
باب في قراءة يس على الموتى
باب ممن يعجز عن الاستكثار من القرآن فيقرأ الإخلاص
وأنا ابن فناكي، نا الروياني، نا أبو الربيع السمتي، نا أبو عوانة، نا عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش: عن عبد الله: أن كان يقول: (قُل هَوَ اللَهُ أحدٌ) مثل ثلث القرآن.
ونا أبو الفضل منصور بن نصر بسرقند، نا أبو علي محمد بن الحسن بن
محمد التمار بالبصرة، نا محمد بن أيوب الرازي، نا عبد الله بن مسلمة
القعنبي، نا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن حميد بن
عبد الرحمن: عن أمه أم كلثوم بنت عقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل عن (قُل هُوَ اللَهُ أَحَدٌ) قال: " ثلث القرآن " ، أو تعدله).
باب فيمن يحب قراءة (قُل هَوَ اللَهُ أَحَدٌ)
أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني بنيسابور، نا أبو حامد أحمد بن
علي بن حسنويه المقرىء، نا أبو داود سليمان بن سيف الحراني، نا شبان بن
جسر بن فرقد، نا أبي، قال: حدثني هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين: عن أنس
قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إن
لي أخا يحب أن يقرأ هذه السورة (قُل هَوَ اللَهُ أَحَدٌ)، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: (بشر أخاك بالجنة).
باب في فضل من يجهر بالقراءة ويخفي
باب فيمن يعجز عن إقامة إعراب القرآن كله أو بعضه
باب فيمن يعتريه اللحن في القرآن من غير قصد
باب في فضل القراءة ناظرا في المصحف
باب آخر منه ثني أبي، نا ابن عدي، أنا الوليد بن حماد بن جابر، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا مروان هو الفزاري، نا أبو سعيد المكي، نا عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي: عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن في المصحف كتبت له ألف ألف حسنة، ومن قرأ في غير المصحف فألفي ألف حسنة).
باب في أن من نظر في المصحف متعه الله ببصره
باب في محبة الله القراءة من المصحف
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سره أن يحبه
الله فليقرأ في المصحف).
باب في كراهية تحلية المصاحف
باب في أن من جمع القرآن متع بعقله إلى أن يموت
حدثني محمد بن القاسم، نا أبو الهيثم أحمد بن عمر بن شبويه المروزي، نا أحمد بن كامل، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا عبد الله بن صالح، نا رشدين بن سعد، عن جرير بن حازم، عن حميد: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جمع القرآن متع بعقله حتى يموت).
باب في تقديم النبي صلى الله عليه وسلم في اللحد أكثرهم أخذا للقرآن
أنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن علي، أنا محمد بن شبويه المروزي، نا الفربري، نا محمد بن إسماعيل، نا عبد الله بن يوسف، نا الليث، نا ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك: عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد) الحديث.
باب منع القرآن صاحبه من عذاب القبر
باب في منع سورة الملك قارئها من عذاب القبر
وأناه ابن فراس بمكة، نا أبو جعفر الديبلي، نا محمد بن زنبور، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم. واللفظ لأبي عوانة.
باب في وصول ثواب القرآن إلى صاحبه أحوج ما يكون إليه
باب في أن القرآن مشفع في صاحبه يوم القيامة
باب في أن القرآن شافع
أنا ابن فناكي، نا الروياني، نا أبو كريب، نا عبد الله بن
الأجلح، عن الأعمش، عن معلى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن
أبيه، عن عبد الله قال: القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، ومن جعله أمامه قاده
إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار).
باب في أن أهل القرآن لا تحرقهم النار أنا ابن فناكي، نا الروياني، نا
العباس بن محمد، نا موسى بن داود، نا ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان: عن
عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لو جعل
القرآن في إهاب، ثمن أُلقي في النار ما احترق).
سمعت ابن فناكي، قال: سمعت الروياني، قال: سمعت ابن قتيبة، قال: حدثني
يزيد بن عمرو، قال: سألت الأصمعي عنه، قال: يعني في إنسان، أراد من علمه
الله القرآن من المسلمين وحفظه إياه لم تحرقه النار يوم القيامة إن أُلي
فيها بالذنوب، كما قال أبو أمامة، اقرؤا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف،
فإن الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن).
باب في أن لأهل القرآن الشفاعة يوم القيامة
نا علي بن بشرى بسجستان، نا أبو زرعة محمد بن إبراهيم اليمني العطار بإستراباد، نا طاهر بن محمد بن الحكم التميمي، نا هشام بن عمار، نا عثمان بن عبد الرحمن - واللفظ له - عن حفص بن سليمان.
باب في أن القرآن من وراء كل تجارة لصاحبه يوم القيامة
" ح " وأنا ابن فناكي، نا الروياني قال: وحدثنا عمرو بن علي، نا أبو أحمد الزبيري، قالا: حدثنا بشير بن المهاجر، قال: حدثني عبد الله بن بريدة: عن أبيه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة)، ثم سكت ساعة، ثم قال: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو كأنما فرقان من طير صواف، وإنّ القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة، حين ينشق قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني فيقول له: هل تعرفني فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا القرآن الذي أظأتك في الهواجر، وأسهرت ليلتك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا اليوم لك لك من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمنيه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كٌسينا هذا فيقول: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذاً أو ترتيلا).
باب في أن القرآن دليلهم إلى الجنة
أنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصفهاني بنيسابور، أنا ابو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، أنا الخضر بن أبان الهاشمي، نا أبو هدبة:نا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تعلم القرآن وعلمه وأخذ بما فيه كان شفيعا ودليلا إلى الجنة).
باب في منازل أهل القرآن من الجنة
ثني أبو القاسم حمزة بن يوسف الجرجاني، نا أبو الحسن الرزاز، نا أبو بكر الفريابين نا قتيبة بن سعيد وابن أبي شيبة قالا، نا وكيع، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش: عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ، وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها).فهذه الأخبار التي مضت بعض ما جاء في التنبيه على فضل القرآن وحملته، والحث والتحضيض على إقرائه وتعليمه وتعلمه، والإيحاد والتوبيخ على نسيانيه وتكره، وهي خاصة للمؤمين دون المنافقين، لأن المنافقين ينسونه أحوج ما يكونون إليه، وذلك من حديث شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم القيامة قرأ الله تبارك وتعالى القرآن على الناس كأنهم لم يسمعوه، فيحفظ المؤمنون وينساه المنافقون)ز أنا محمد بن القاسم الأبرقوهي بنيسابور، نا أبو يعقوب الفرجي، نا الحسين بن أحمد بن محمد بن عيسى المؤدب، نا الحسن بن أحمد الطوسي، نا محمد بن إدريس الدقيقي، نا محمد بن يونس القرشي، نا عباد بن واقد مولى بني هاشم، نا عبد ا لله بن جراد، نا أشعث الحداني، عن شهر بن حوشب، وقد جاء أنه يرفع عن المصاحف وصدور الناس في الدنيا، وأن الخضر وإلياس يموتان حينئذ بذلك.
أخبرني محمد بن القاسم، نا أحمد بن يعقوب، نا يزيد بن سمعان الواسطي، نا علي بن المنذر الطرائقي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، إنه قال: إن الخضر وإلياس يحييان في الأرض ما دام القرآن في الأرض، فإذا رفع القرآن ماتا عليهما السلام.
فأما حديث الرفع: فأخبرناه أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة سنة خمس وتسعين وثلثمائة، نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي، نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، نا سفيان بن عيينة، نا عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت شداد بن معقل يقول عن ابن مسعود أنه قال: إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وإن أخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع، قال: فقلت لعبد الله: وكيف يرفع وقد أثبته الله في صدورنا وأثبتناه في مصاحفنا فقال: تسري عليه ليلة فلا يترك منه شيء في صدورنا وأثبتناه في مصاحفنا فقال: تسري عليه ليلة فلا يترك منه شيء في صدر رجل ولا في مصحف، ثم قرأ، يعني هذه الآية: (وَلئِن شِئنا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذَي أَوحينا إِليكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكيلاً).
جعلنا الله من الحافظين للقرآن، والتالين له، والمستمعين إلى من قرأه، والمتدبرين له، والمتذكرين به، والعاملين بما أمر فيه، والناهين عما نهى عنه، والمخلصين في جميع ذلك لوجهه، ولا سلبه من قلوبنا ولا آثار بركته عنا، إنه جواد كريم رؤوف بالعباد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق